شرح أصول السنة لإمام أهل السنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله تعالى 164-241 هـ
مصير أهل الذنوب في الآخرة
40- ومن لقي الله بذنب يجب له به النار -تائبًا غيرَ مُصِرٍّ عليه- رأس> فإن الله يتوب عليه، ويقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات .
41- ومن لقيه وقد أُقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا فهو كفارته، كما جاء في الخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- .
42- ومن لقيه مُصِرًّا غير تائب من الذنوب التي قد استوجب بها العقوبة؛ فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له .
وأمر الآخرة إلى الله -تعالى- فقد أخبر الله بأنه يغفر لمن يشاء، ويعذب من يشاء، وذلك إليه سبحانه وتعالى.
فمن لقيه وهو من أهل التوحيد فهو أهلٌ أن يُغفر له، ورد في حديث ابن مسعود اسم> رسم>
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه البخاري برقم (1238) في الجنائز، باب: في الجنائز ومن كان آخر كلامه لا إله إلا الله. عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-. </font><br> وأخرجه مسلم برقم (93)- 152، في الإيمان، باب: (من مات لا يشرك بالله شيئًا..، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-، واللفظ الذي ذكره الشارح هو لفظ جابر بن عبد الله عند مسلم وليس لفظ عبد الله بن مسعود كما ذكر الشارح.](/site/books.png)
![](/images/b2.gif)
![](/images/b1.gif)
![أخرجه البخاري برقم (6463) في الرقاق، باب: القصد والمداومة على العمل، ومسلم برقم (2816)- 71، 76، في صفات المنافقين، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله ...، عن أبي هريرة -رضي الله عنه-. </font><br> وأخرجه البخاري برقم (6464) في الرقاق، باب: القصد والمداومة على العمل. ومسلم برقم (2818)- 78، 79، في صفات المنافقين، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله...، عن عائشة رضي الله عنها. </font><br> وأخرجه مسلم برقم (2817) في صفات المنافقين، باب: لن يدخل أحد الجنة بعمله.. ، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-.](/site/books.png)
فنحن محتاجون إلى رحمة الله، وأعمالنا تقصر عن أن تكون سببًا مستقلا بنجاتنا، ولكن الله -تعالى- أمر بالعمل الصالح، وأمر بالإكثار من الحسنات، ونهى عن السيئات، وجعل ذلك من أسباب رحمته ودخول جنته، ونهى عن السيئات والمخالفات التي تكون أيضًا سببًا لغضبه وعقابه.
أما إذا لقي الله -تعالى- وقد أقيم عليه الحد: فإذا كان تائبًا من ذلك الذنب فإن الحد كفارة. وإذا أقيم عليه الحد، ولكنه لم يعترف ولم يتب، فلا ينفعه، إنما يكون الحد زاجرًا له حتى لا يعود مرة أخرى إلى هذا الذنب، أو زاجرًا لغيره.
وقد بيَّن العلماء أن الحدود لا تكون كفارة إلا لمن تاب رأس> فمن زنا مثلا وجاء معترفًا وقال: أقيموا عليَّ الحد، كما فعل ماعز اسم> والغامدية اسم>
![قصة رجم ماعز والغامدية رواها مسلم برقم (1693، 1694، 1695) عن ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وبريدة -رضي الله عنهم-.](/site/books.png)
مسألة>